بالفيديو / تفاصيل مؤثرة جدا : آخر لحظات الطالب الجزائري الذي قتل في أوكرانيا

لم تخطئ شظايا الحرب في أوكرانيا عائلة طالبي من الجزائر، والتي تقيم في دولة الإمارات، ومازالت العائلة تحت صدمة مقتل ابنها محمد عبد المنعم الذي قضى في خضم جنون الحرب، علما بأن الأسرة لم تر ابنها الطالب منذ أكثر من عامين بسبب كورونا.

وأكدت عائلة الطالب الجزائري، الذي قضى خلال الاقتتال الدائر في مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، أن ابنها محمد أصيب بطلق في الرأس، يُعتقد انه صادر عن قناص، عندما كان يهم بالدخول إلى ملجأ رفقة عدد من رفاقه الطلاب المصريين والسودانيين.

وقال الدكتور عبد الحفيظ طالبي والد محمد، في اتصال مع “العربي الجديد”: “بحسب ما أبلغني به زملاؤه، فإن محمد اختبأ مع طلاب رفاقه، مصريين وسودانيين في ملجأ في الطابق الأرضي للعمارة التي يقطنون بها للاختباء من القصف والمواجهات المسلحة، وفي لحظة من اللحظات خرج محمد لاستطلاع الوضع، لكنه تلقى طلقة نارية أردته قتيلاً في عين المكان”، مضيفاً أنه وبسبب اشتداد إطلاق النار تعذر على رفاقه سحبه إلى الداخل، لكنهم طلبوا في الحال فرق الإسعاف والدفاع المدني التي حضرت لنقله إلى المستشفى بعدما تأكدت من وفاته في عين المكان”.

وقال عبد الحفيظ، الذي يُدرس تخصص اللغة واللسانيات في مركز التعليم المستمر في الإمارات، إنه حصل على أرقام إدارة الإسعاف في مدينة خاركيف وأجرى اتصالات معها، حيث أبغلته عن طبيعة الإصابة التي تعرض لها نجله الطالب محمد في رأسه، موضحاً أنه اتصل في وقت لاحق بالسفارة الجزائرية في العاصمة كييف، ليعلمها بالحادثة، وقد قامت بدورها بإجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات الأوكرانية.

وذكر والد الطالب محمد أنه بسبب ظروف الحرب وبعد المسافة بين مدينة خاركيف والحدود البولندية وانقطاع المواصلات والطيران، تقرر الإبقاء على جثمان نجله محمد في قسم حفظ الجثث في مستشفى مدينة خاركيف إلى غاية توفر ظروف مناسبة لنقل جثمانه إلى الجزائر لدفنه هناك ( في منطقة تلمسان غربي الجزائر)، حيث كانت وزارة الخارجية الجزائرية أعلنت مساء الأحد أن “المصالح الدبلوماسية تجهد في إطار السبل المتاحة لنقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن الجزائر”.

وبحسب شقيقه سيد أحمد، فإن آخر اتصال مع شقيقه محمد، كان نصف ساعة قبل حادثة وفاته، حيث اتصل بهم وأبلغهم أنه بصدد النزول إلى الملجأ وسيبقي على هاتفه في المنزل للشحن، وأنه سيعاود الاتصال بهم حال عودته، لكن الأجل سبقه إلى ذلك، مضيفا أن محمد عبد المنعم كان يدرس هندسة الطيران، وأنهى دراسته وتخرج قبل شهرين فقط، وكان بصدد إتمام بعض الإجراءات الإدارية والتصديق على الشهادة والوثائق الدراسية.

وأضاف سيد أحمد متحدثاً عن شقيقه: “شهيد العلم محمد كان شابا محبا للعلم وللحياة، كان يدرس في الإمارات لكنه قرر السفر إلى أوكرانيا لدراسة الطيران، قبل ذلك كان شاباً مجنوناً بكرة القدم”، وأضاف: “لم نره منذ عامين ونصف العام، حيث لم يزر العائلة بسبب الأزمة الوبائية وتعطل الطيران، لكننا كنا على تواصل دائم”.