الصادق شعبان: نحن في الطريق الصحيح وسبق وان اقترحت على بن علي اعتماد التصويت على الأفراد

الصادق شعبان: نحن في الطريق الصحيح وسبق وان اقترحت على بن علي اعتماد التصويت على الأفراد

قال الوزير الأسبق والاستاذ في القانون الدستوري الصادق شعبان ما توقعته حصل … وها أنا اليوم اتوقع ما سوف يحصل.

وأضاف في تدوينة له أنه منذ 2014 قلت ان دستور 2014 سوف يهز البلاد إلى الهلاك و لن يصمد.

وفي ما يلي نص التدوينة:

السياسة حس و علم …

تدويناتي موجودة لم احذف منها و لا واحدة … ارجعوا اليها بالتسلسل …

منذ 2014 قلت ان دستور 2014 سوف يهز البلاد إلى الهلاك و لن يصمد … وهذا ما حصل … هز البلاد إلى الهلاك و آنتهى في حاويات التاريخ …

قلت ان دستور 1959 مظلوم و لا ذنب له … و شبهته بسيدات سنوات الخمسين … و قلت ان الدولة القوية سوف تعود … و ان الفوضى سوف تنتهي … و ان فلسفة الدولة الوطنية سوف تعود .. و ها هي تعود في ثوب جديد…

قلت ان الاستفتاء هو الحل … و ها هو الاستفتاء على الابواب …

قلت ان النظام الرئاسي هو الذي يصلح ، و ها هي الأيام تبين صلاحه لهذه الفترة من حياة البلاد …

قلت اننا نحتاج إلى نظام انتخابي يفرز اغلبية و يحدد المسؤولية و يحقق الاستقرار … و ها نحن في هذا الاتجاه …

كما قلت ان الاقتراع على الأفراد هو الافضل لتطهير الطبقة السياسية و لاعادة الثقة في المنتخبين و للحد من تغول الاحزاب … و ها هو الاقتراع على الأفراد يبرز و كأنه النظام الأكثر قبولا …

قلت اننا نحتاج إلى العودة إلى الشعب و تمكينه من الخروج من الكماشة الدستورية التي كبلته و فرض الاستفتاء بكسر القيود المجحفة … و ها نحن على أبواب الاستفتاء …

قلت من زمن الباجي قايد السبسي و ليس الآن ان اللجوء الى الفصل 80 و إلى الفصل 72 قد يصبحان الملجأ امام الفوضى و انهيار الدولة و تم اللجوء اليهما و لو بتأخير بضع سنوات …

ما قلته في الماضي حصل …

و اعتقد ان ما أقوله الان له كل الحظوظ لكي يحصل … فالسياسة علم و اعتبر نفسي امتلك ادواته …

الاحزاب سوف تتاخر امام المستقلين … في كل المحطات القادمة … و المستقلون سوف يكونون النواة لاحزاب أخرى…
الاحزاب الحالية سوف تتقلص في العدد و سوف تنحسر ادوارها و اغلب الاحزاب ي
بدأت تندثر …
الاحزاب كل الاحزاب سوف تبتعد عن الايديولوجيا و سوف تجبر على النزول الى الميدان و تصنع برامج عملية … كما سوف تقترب من بعضها البعض لان طلبات الناس واحدة و الحلول متقاربة … و هذا يساعد على خلق ما يسمى بالوفاق المجتمعي le consensus و يوسع من دائرة المتفق عليه و هذا من متطلبات الديمقراطية و التنافسية …

80 % من السلطة سوف تكون بايدي رئيس الجمهورية (فهو الذي يضع السياسة العامة للدولة حسب البرنامج الذي انتخب على اساسه و هو الذي يعين الحكومة و هي مسؤولة أمامه … كما و يعين في المناصب العليا المدنية و العسكرية : اغلب اعضاء الهيئات الدستورية هو الذي يعينها و كذلك كبار القضاة و السفراء و كبار الموظفين و الولاة و المعتمدين و القائمة تطول … )… كل ادوات الدولة بين يديه أشخاص و تمويلات … و الحزب الذي لن يقدر على تقديم مرشح للرئاسية له حظوظ النجاح سوف يصبح حزب ضعيفا لن يقبل عليه الناس للانخراط و للتمويل و للتصويت و يصبح حزبا دون مستقبل …

الاقتراع على الافراد في التشريعية سوف يغير الطبقة السياسية … يضعف دور الاحزاب في العملية الانتخابية … يفتح الافاق امام المستقلين … يقلص من تغول الاحزاب التي كانت تفرض القائمات على الجهات … و يصبح التصويت لشخص المترشح ليس للقائمة … فتضعف سلطات رئيس الحزب عند التزكية على الترشيحات و تضعف سلطاته على نواب حزبه بعد انتخابهم في البرلمان …

سوف تجبر الاحزاب على ترشيح الافضل … و الا ترى الترشح المستقل ينتشر بين قياداتها فتتشتت الاصوات و تضعف حظوظ الحزب في النجاح …

احزاب كبيرة سوف لن تبقى كبيرة لأنها لن تقدر على تقديم مرشحين لهم الوزن في الرئاسية … كما انها في البرلمانية سوف لن يكون سهلا عليها اقناع بارونات الحزب بالتخلي لمرشحين اخرين لهم حظوظ اكبر للنجاح …

يعرف العديد من المقربين مني اني قلت منذ 2006 ان نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن على لن يصمد و انه سوف يتهاوى في 2013 ( و هي كانت سنة تقديم الترشيحات للمدة الرئاسية 2014 – 2019 ) …

كنت اقترحت ايضا في 2001 على الرئيس بن علي اعتماد التصويت على الأفراد لتطوير التمثيل البرلماني و البلدي و إعادة الهرم الانتخابي لنفوذ القواعد و تقليص هيمنة القيادة المركزية للحزب … قبل الفكرة و تحمس لها ثم تراجع تحت تأثير آخرين …

الى من يقول ان النظام الرئاسي القادم سوف يؤدي إلى التسلط ، اقول ان التسلط لن يعود ، فالمشهد الحزبي لم يعد احاديا ، و المجتمع المدني أقوي من ذي قبل ، و الشعب تعود على الحرية ، و السلطة الرابعة لن تسكت ، و سلوك الاحتجاج اصبح متفشيا ، و المناخ الدولي الرافض للدكتاتورية أقوى اليوم مما كان …

نحن في الطريق الصحيح … علينا فقط أن نعرف كيف نسير …

أ.د الصادق شعبان