مدير عام شركة الأنشطة البترولية : لهذا السبب تخلت شال عن حقل ميسكار وهكذا تعاملنا مع هذا القرار المفاجئ

مدير عام شركة الأنشطة البترولية : لهذا السبب تخلت شال عن حقل ميسكار وهكذا تعاملنا مع هذا القرار المفاجئ

قال مدير عام الشركة التونسية للأنشطة البترولية عبد الوهاب الخماسي، اليوم الأربعاء 24 أوت 2022، إن ”الدولة التونسية تحصل على نسبة تتراوح بين 65 و80 بالمائة من مرابيح امتيازات الاستغلال لحقول الطاقة سواء منها الممنوحة لشركات أجنبية أو التي تشارك فيها الشركة التونسية للأنشطة البترولية”.

وأكد الخماسي، في تصريح لإذاعة اكسبريس آف آم، أنّ الدولة التونسية تحصلت على حقوقها كاملة طيلة فترة استغلال شركة شال (shell) لحقل مسكار، وذلك بعد استغلاله لمدة 30 سنة من طرف شركة shell بنسبة %100، لافتا إلى أن شركة ”شال” ستدفع كل مستحقات الدولة التونسية وتكاليف هجر الحقول التونسية، وأكد أن الشركة الأجنبية ستفي بكل تعهداتها والتزاماتها التعاقدية تجاه الدولة التونسية.

وأضاف أن شركة شال عبرت عن عدم رغبتها في مواصلة استغلال حقلي مسكار وصدربعل منذ ماي 2021، من خلال مراسلة رسمية وجهتها للمصالح التونسية، وذلك في قرار استراتيجي للشركة الأجنبية.

وأقر الخماسي بأن قرار شركة شال كان مفاجئا للإدارة التونسية، وأشار إلى التنسيق الكبير بين الشركة التونسية للأنشطة البترولية ومصالح وزارة الصناعة والمناجم والطاقة والإدارة العامة للمحروقات للحيلولة دون توقف النشاط في حقل مسكار بتاريخ 9 جوان 2022، بعد انتهاء مدة صلوحية امتياز مسكار الممنوح لشركة شال بتاريخ 8 جوان 2022.

وأضاف أن تحقيق هذا الهدف لم يكن سهلا وأنه تم بذل جهود من مختلف المصالح والأطراف المتدخلة، ليقع إسناد امتياز الاستغلال للشركة التونسية للأنشطة البترولية، باعتبار أن البحث عن مستثمر جديد للحقل يتطلب سنتين على أقل تقدير.

وأوضح أن عديد النقاشات والدراسات وقعت على مستوى الوزارة والإدارة العامة والمحروقات إضافة إلى مجلس وزاري في منتصف شهر جويلية 2022، وتم وضع مختلف الفرضيات الممكنة، إضافة إلى انجاز دراسات بالاشتراك مع مؤسسة شال، وتعيين خبير لتقييم المدة الزمنية اللازمة لاختيار مستغلّ جديد، وهو ما كشف أن المدة الزمنية لتعيين مستغل جديد ستكون بين عامين إلى 3 سنوات على الأقل.

وأضاف “لم يكن أمام الدولة التونسية أي خيار إلا منح امتياز استغلال حقل مسكار للشركة التونسية للأنشطة البترولية، وذلك بحكم قصر المدة الزمنية المتاحة والمقدرة لحوالي 12 شهرا فقط من ماي 2021 إلى جوان 2022”.

وأكد أنه تم اقتراح اقتناء الشركة التونسية للأنشطة البترولية لامتياز استغلال حقل مسكار، إلا أن الشركة عبرت عن عدم رغبتها في ذلك نظرا لعدم توفر تقييمية لديها حول الحقل ومخزونه، وهو ما دفع لمنح امتياز الاستغلال لهذه الشركة العمومية من خلال مؤسسة APO.

وبيّن أن مؤسسة APO هي شركة مختلطة وتستغل حاليا حقلي مسكار وصدربعل، مبرزا أن الهدف كان تأمين موصلة النشاط في حقل صدربعل ومسكار ومواصلة نشاط كل العملة والموظفين في حقل مسكار وكلهم من الجنسية التونسية وفق قوله.

كما أقر بأن أن مستوى تأجير العملة والموظفين تراجع إلى 40 و50 بالمائة من مستوى أجورهم سابقا أي خلال فترة استغلال شركة شال للحقل، وأكد أنه يتم العمل على إعادة ظروف العمل ومستوى التأجير إلى سابق عهده.

وجدد التذكير بأنه لم يكن أمام الدولة التونسية إلا منح الشركة التونسية للأنشطة البترولية امتياز استغلال مسكار أو غلق الحقل لفترة معينة إلى حين تعيين مستغل جديد.

وأشار إلى أن شركة APO تستغل حقل مسكار بنسبة 100 بالمائة حاليا ومنذ شهر مارس 2022، إلا أن شركة شال مازالت شريكا في استغلال حقل صدربعل نظرا لكون الدولة التونسية أجّلت البت في طلب مؤسسة شال الخروج من هذا الحقل.

وقال إنه من الممكن أن تخرج شركة شال من حقل صدربعل في غضون نهاية السنة الحالية، رغم عدم توفر تاريخ واضح لذلك بعد، وأشار إلى أن مصالح الدولة التونسية ستسعى لإخراج شركة شال في أقرب الآجال باعتبار أنها لم تعد مهتمة بالاستثمار أكثر في هذا الحقل.

وأكد مدير عام الشركة التونسية للأنشطة البترولية عبد الوهاب الخماسي، أن كلفة استغلال حقلي مسكار و صدربعل ستكون الآن أقل من كلفة استغلال الحقلين من طرف شركة شال بنسبة تصل إلى 25 بالمائة، وذلك باعتبار اعتماد الشركة سياسة الضغط على المصاريف.